الاثنين، 9 يوليو 2012

نمر.... ولكن من ورق

كان خبر اعتقال نمر النمر مفاجأ لكل السعودين سواء الاغلبية المعارضة لسلوكة ومفرداته وهم الاغلبية السنية وكذلك اغلبية الشيعة السعوديين ذوي المستوى التعليمي المتقدم، او للاقلية الشيعية التابعة او المتابعة له والباحثة عن اية شخصية ثورية.
فرغم كل ماقاله النمر من اوصاف غير مقبولة بل وصل حد التشبيع بأشخاص لهم صفات رسمية،وكذلك مساسة وبرعونة غير مسبوقة بهيبة الدولة، رغم كل ذلك كانت مساحة صبر الدولة وحكمتها واتزانها اكبر، وحساباتها الدولية والاقليمية اكثر دقة وانها بالنهاية هي من يحدد المكان وزمان تحجيم النمر وظاهرته الصوتيه...

الأربعاء، 4 يوليو 2012

الربيع العربي و شتاء دمشق القارس


يبدو ان كرة الثلج المسرعة، لم تهدأ في دمشق فقط، بل اشعلت القطر السوري طولا وعرضا،فلا زال النظام صامد ويزداد مع الايام وحشية.
على المستوى المحلي، النظام في اوهى مراحله منذ تأسيسة على يد الراحل حافظ الاسد، اما المستوى الدولي فالنظام في غرفة الانعاش، مما استدعي تدخلا روسيا على كافة الاصعدة، بل اصبح سيرغي لافروف هو المفوض و المتحدث السوري خارجيا، مع دور صيني داعم ولكن بحدود.
ومما لا شك فيه ان ضعف النظام على المستويين الداخلي والدولي فتح المجال ان تكون سوريا اوراقا بيد الحلفاء المفترضين.
وارضا خصبة للاستخبارات العالمية المعاديه والمحايده.
فروسيا بلا شك تضع يدا بيد النظام السوري ولكن لا احد يعلم ماذا تفعل باليد الاخرى.
فروسيا لديها مصالحها الاستراتيجية المعروفة غربيا وامريكيا بالتحديد، وكل شيء في السياسة له ثمن وقابل للتداول.
والطاولة الروسية تحمل الكثير، الدرع الصاروخية للاطلسي، جورجيا و المنفذ على البحر الاسود،والكثير الكثير، وتأتي سوريا كورقة مشتعلة على طاولة ساخنة.
فبلا شك ان الذهن الروسي متقبل للمقايضة على الملف السوري والاغتسال بعد ذلك بقرارات الامم المتحدة ولكن الاختلاف بالتأكيد سيكون الثمن.
المأزق الحقيقي يبدو لي هو ما ينتظر ملالي ايران، سوريا عصى ايران الطويلة بالشرق الاصعب، واعتقد ان ايران تدرس احتمالات ما بعد الاسد بجدية اكثر، ولربما طرح بعض ذلك تحت طاولة المباحثات النووية الجارية حاليا.
حسناً، ماذا عن الخليج العربي؟
سوريا الموحدة هي خط احمر مفترض استراتيجيا،واخر ما تحتاجه السعوديه هي فوضى اخرى في الشمال.
ولكن المأزق يمتد وبشكل طبيعي داخل دول الخليج ذاتها، فالطرح المذهبي الخافت في الثمانينيات وما قبلها وما تخلل التسعينات اصبح اكثر ازعاجا وقوة بعد النجاح الامريكي الباهر بطحن العراق وجعله في مهب الريح وبالتالي تمدد ايران والامساك بالمفاصل التي تمتد لدول الخليج.
النجاح الامريكي بالعراق، يمهد لنفسه ويسير باتجاه الشام، فما يريده الامريكان هو دويلات مستقرة بذاتها متنافره فيما بينها تكون بالمحصله منطقة ضغط عربي عربي سني شيعي، مما يجعل اسرائيل تعيش بأمان استرتيجي لم يسبق له مثيل تاريخيا، ولكن تبقى مصر،ربما، هي الشوكة الوحيده والامل الطبيعي للامة بعد ربيعها الاخير.